ترتب أوراقك، هذه السنة، عزيزي القوس، تراجع حساباتك وتعيد النظر بما حصل معك وتعالج قصة قديمة مازالت تقلق راحتك وتتدخل من جديد في حياتك، لكي تحسمها نهائياً وتغلق الباب عليها، هذه الجروح الماضية النازفة في أعماقك تسير إلى طريق الشفاء، في سنة مميزة بتحوّلاتها، تأخذك إلى منعطف جديد، ولو كان النمط بطيئاً أكثر مما يتقبله مزاجك الناري، يا عزيزي!
الحدث الأبرز في عام 2008 هو خروج كوكب (بلوتون) من برجك، بعد مكوث استمرّ منذ عام 1995، لاشك أن لهذا التحرك وقعاً كبيراً عليك، إذ أنه يشير إلى تغييرات تحصل في حياتك الشخصية والمادية على السواء، خاصة وأنه ينتقل إلى الجدي في 25 كانون الثاني (يناير)، ثم يعود إلى برجك في منتصف حزيران (يونيو)، لكي يسير من جديد إلى الجدي في أواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، ما إن يخرج (بلوتون) حتى تشعر بانفراج كبير، إذ تتاح لك حرية التصرف فتتخلص من بعض الأعباء، وتتخذ قرارات جديدة في حياتك، أو يتدخل القدر لكي يأخذك إلى آفاق أخرى، أما بعودة (بلوتون) إلى برجك، أي بين منتصف حزيران وأواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، فقد تنجز بعض المشاريع وتحسم أوضاعاً مالية وتنتهي من مشاكل شخصية وتطل على علاقات عاطفية أكثر تشويقاً، فهذه السنة تحمل مفاجآت وتجديداً في حياتك.
(بلوتون) و(جوبيتير) يلتقيان في منزل المال
يقوم كوكب (بلوتون) الذي يرمز إلى المال والنفوذ والانقلابات والعنف، برحلة ذهاباً وإياباً بين الجدي وبرجك، هو يلتقي بـ (جوبيتير) في بعض أشهر السنة، لكي يركّز الضوء على أوضاعك المالية ويُحدث تغييرات، قد تكون إلى الأسوأ، حسب إدارتك لهذه الناحية، لاشك أن هناك تحوّلاً يحصل أثناء مكوثه إذ يتحدث عن عمليات كبيرة واهتمامات جديدة، واقتناع بأن عليك التصرف بطريقة أخرى! قد تعود إلى دراسة ما، أو تبدّل مجال عملك أو تختار اتجاهات جديدة، فكل شيء يتغير في حياتك في هذه السنة على الأرجح، لكي تتعامل مع الطارئ والمفاجئ مرات عديدة، نصيحة الفلك هي في عدم المجازفة المادية والترقّب والتروّي، قبل القيام بأي مشروع، هل يحصل هذا التغيير فجأة؟ لا، بل يأخذ وقتاً ويتطلب صبراً خلال تقدم وتراجع كوكب (بلوتون)، كما يحتّم التصرف بروية وعدم الانفعال وتجنب القرارات المتسرعة والارتجالية.
لاشك أن (جوبيتير) في منزل المال، يتحدث أيضاً عن توسيع دائرة أعمالك كما دائرة اتصالاتك، التي تشكل انقلاباً كاملاً في حياة بعض مواليد القوس، إن منزل المال يكون قوياً جداً في هذه السنة، بحيث تواجه بعض التحديات بشجاعة كبيرة، فأنت من أكثر الناس مجافزة يا عزيزي (بالإضافة إلى مواليد الأسد)، أما في هذا العام، فكوكبان يمثّلان بالنسبة إليك الوضع المادين موجودان في أبراج ترابية، (جوبيتير) في الجدي و(ساتورن) في العذراء، ما يدعوك إلى التحفّظ والحساب وتجنّب المغامرات الطائشة، قد يكون من الأفضل أيضاً عدم حرق المراحل، بل البناء خطوة خطوة وبصورة هادئة وبطيئة، والتخطيط على المدى البعيد.
هل تتّكل على الحظّ؟
جوابي السريع لا! فكوكب (ساتورن) الذي يعاند برجك منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، يدعوك إلى الحذر وتحمّل المسؤولية بحكمة وتعقّل إزاء بعض العروض المغرية والمفاجآت، فـ (ساتورن) في منزل المهنة، يتطلّب دراسة عميقة وعملاً مضنكاً وجهوداً كثيرة وتحمّلاً جدّياً للمسؤوليات، إذا التزمت بهذه التوجيهات فقد تكسب سمعة مهمة وموقعاً وتقديراً، ونفوذاً يدعمه أحد القادرين أو أصحاب السلطة.
لا تنتظر أرباحاً تسقط عليك من السماء، بل اتكل على عملك ومثابرتك وجدّيتك، وحاول أن تتعاون مع السلطات والحكومات والمراجع النافذة بليونة ومثابرة، فقد توقّع على عقود مع هذه الجهات، أو تكسب دعماً وتحقق أرباحاً عن طريق تعاملك مع بعض المؤسسات الرسمية والوكالات والشركات الكبرى، إن كل من يشكل سلطة أو قدرة في محيطك، يلعب دوراً في مجالاتك المهنية والمادية، في هذه السنة.
مادمت أتحدّث عن (ساتورن)، فيجيب التنويه بدوره في المجال الصحي فـ (ساتورن) يحذّرك من الإهمال، كما يحثّك على الاستراحة من وقت لآخر وتجنّب الإرهاق، وإجراء الفحوصات الطبية السنوية والانتباه إلى مشاكل القلب، إذا كنت تعاني منها.
يواجه بعض مواليد القوس أوضاعاً دقيقة هذه السنة، خاصة إذا كانوا يعانون من أزمة مهنية أو مشاكل في عملهم، فيلوح خطر الاستقالة أو التوقف عن العمل أو التراجع عن بعض المواقع المكتسبة أو الفشل في أداء بعض المهمات، إذا كان هذا وضعك، فيجب أن تعلم أن هذه الفترة عابرة وليست إلا مرحلة قصيرة تعود بعدها إلى متابعة طريقك بنجاح، أكرر أن لامهم هو في الرهان على الوقت وعدم حرق المراحل واستعجال أي أمر، بل يجب السعي الدؤوب والهادئ والمتكتّم (بعيداً عن عيون الحاسدين)، والتجاوب مع توجيهات العقل والحكمة والهروب من بعض الأوضاع الشائكة، بدون التطلّع إلى الوراء، أما الصبر فيجب أن يكون حليفك لكي تتوصل إلى النجاح والثبات، وإلى أوضاع جديدة تبعث في نفسك الاطمئنان وتوصلك إلى بر الأمان!
لمحة عامة على فترات هذه السنة
تكون الطوالع الفلكية دقيقة بالسبة إليك في الشهر الأول من السنة، فتسير الرياح عكس ما تشتهي، وتضطر إلى التدخل لمواجهتها، يتراجع كوكب (مركور) في برج الدلو، بين 28 كانون الثاني (ينيار) و18 شباط (فبراير)، وقد يحذّر هذا التراجع من البدء بأي جديد، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني.
أما شهر شباط (فبراير) فيحمل خسوفاً وخسوفاً، تتأثر أنت بالخسوف الحاصل يوم 20 في برج العذراء، والذي قد يجعلك متوتراً ويتطلب بعض الهدوء، كما يعلن عن فترة تغييرات في المجال المهني والإداري والمالي، على مدى الأشهر التالية، يخفّ الضغط في شهر آذار (مارس) وتستعيد السيطرة على حياتك، لتكون الفترة الممتدة بين منتصف آذار (مارس) وأواخر شهر حزيران (يونيو) جيدة بالإجمال، تحمل إما عملاً جديداً أو تنفيذاً لمشروع، أو تحسّناً في أوضاعك المهنية والمالية، أو تطوراً إيجابياً في مجال عملك، أو انتقالاً إلى جديد، إلا أن تراجع (مركور) (أهميته أنه كوكب المهنة والحب بالنسبة إليك) في منزلك السابع، بين 26 أيار (مايو) و19 حزيران (يونيو)، فيدعوك إلى الحذر والانتباه أثناء توقيعك على بعض العقود أو الاهتمام بالشراكة المهنية أو الشخصية، وإلى عدم الاستهتار بشيء.