أما قصة وفاة وضحى فقد تضاربت الروايات بهذا الشأن .. ولكن أقربها للتصديق ما روي عنها أنها اعتادت حلب الناقة لزوجها نمر قبل عودته لبيته من مجلسه بدقائق قليلة وذلك ليشرب حليب الناقة ساخنا .. وذات ليلة عاد نمر قبل موعده الذي تعوّد أن يرجع فيه .. وفي طريقه إلى البيت لمح نمر خيالا بين أرجل الناقة فظنهُ حائفاً يريد سرقتها فضربه برمحه وأرداه قتيلاً وإذا بالخيال " زوجته وضحى " وهناك روايات كثيرة عن أسباب وفاة وضحى فمن الرواة من يقول أنها توفيت بمرض الطاعون حيث حل الوباء به وكانت من ضحاياه .. وهناك من يقول أنها توفيت بالجدري وغير ذلك من الروايات .., ولكن شخصياً أميل إلى الرواية الأولى .. لأنني لا أتصور أن يصل به الحزن إلى درجة أن يموت من جراء حسرته ما لم يكن هو سبباً مباشراً في وفاتها خصوصا وأنهُ أمير عرف عنه الشجاعة وقوة تحمله قبل مصابه .., ويقول الرواة أن نمر بن عدوان تزوج بعد وضحى بتسع وتسعين ( وضحى ) لعلهُ يجد من تحل محلها فلم يجد مثلها البتة .. حتى أنهكهُ المرض وأعياهُ الوجد فلحق بـ وضحى في مطلع القرن الثالث الهجري وهو لم يتجاوز الأربعين من عمره .., المرثيــــــــة .., مرثية حزينة نابعة من قصة مؤلمة غريبة كتبها الشيخ نمر بن عدوان الصخري من شيوخ " بني صخر " قبيلة عربية مشهورة مواطنها الآن شرقي الأردن – شاعر علم – كان الشاعر أميراً للبلقاء اشتهر بنبلهِ وكرمه وسجاياه الحميدة .. أما شاعريته : فهو شاعر عاطفي واقعي هزه الأسى وأضناه الوجد وعصره الألم .., الــبــارحـة يـوم الـخـلايـق نــيــــــامـــــا ... بـيــّـحـت مــن كـثـر الــبـــكـى كـل مـكـنـون قـمـت أتــوجـــّــد وأنـثـر الـمــا عــلى ما ... مـن فــوق عــيــنـي دمـــــعـهــا كان مخزون ولـي ونـــة ٍ مــن ســمــعـــَـهـا مـا يـناما ... كــنـي صـويــب ٍ بــيـــــن الأضلاع مطعون و إلا كــمــــا ونـة كـسـيـر الســــْـلامــــا ... خــلـــّـــوه ربـعـه لـلــــمـعـــاديــن مـديـــون فــي ســاعـــة ٍ قـــل الــرجــا والــمـحاما ... فــيــمــا يــطــالــع يــــومـهــم عـنـه يـقـفون و إلا فــ ونــة راعــبـيّ الـــحــــمــــامـــا ... غــاد ٍ ذكــرهــا والــــقـوانـيـــص يــرمـون تــســمــع لــهــا بـيـن الـجـرايـد حــطامـا ... مــن نـوحــهـا تـــــدع ِ الـمـوالـيــف يـبكون و إلا خــلــوج ٍ سـابــة ٍ لــلـــهــيــــامــــا ... عـلى حـوار ٍ ضــايـــع ٍ فـي ضـحى الـكون